إيلاف- اختارت الاردنية فرح ملحس (26 عاما) رياضة كمال الأجسام أو “دمج الروح بالجسد” كما تسميها، في مجتمع عربي محافظ، يعارض مشاركة المرأة في مثل هذه النشاطات.
وبحسب موقع “عمان سيتي”، فان ما يجعل الوضع أكثر سوءا بالنسبة لهذه السمراء هو شغفها بالأوشام التي لا يتقبلها كثيرون
فقد وشمت فرح جسدها وعضلاتها في أماكن مختلفة برسومات متعددة حيث كتبت جمل بينها “تكون شخصية مميزة عندما تكف عن كونك نكرة” و”وحدها جروحك تخفف من ألمك”.
وتقول فرح، التي تزور بيروت بين فترة وأخرى لإضافة وشم جديد، ان “الوشم هو شريان الحياة بالنسبة لي، يعكس هويتي والطريق التي أريد أن أسلكها”.
وتضيف: “نعم إنه يؤلم، لكنه أيضا علاجي للتغلب على الحزن في أعماقي”.
وقد ترعرت فرح مع جدها الذي كان قائد في سلاح الجو الأردني في السبعينات.
وتقول فرح: “جدي هو من تولى رعايتنا، وقد دللني على مدى 20 عاماً لكنني أردت أن أستقل في حياتي وأحقق حلمي”.
وحلمها الذي تتحدث عنه هو أن تصبح لاعبة كمال أجسام، فبعد رؤيتها صورة معلقة على الجدران للاعبة كمال أجسام قالت فرح في نفسها ان صورها ستعلو جدران صالات الرياضة في يوم من الايام.
وفي سن العشرين بدأت التدريب لكنها ما لبثت أن واجهت رفض عائلتها “تشويه جسدها”، فاضطرت الى الانصياع الى ما هو مقبول بالنسبة للعائلة والمجتمع وانضمت لجامعة لندن لدراسة الفنون الجميلة التي سرعان ما هجرتها.
في عام 2007، انضمت الى المنظمة الدولية للهجرة لتعمل مع اللاجئين العراقيين في الاردن، وتركت المنظمة عام 2009 لتكرس نفسها تماما للنادي، اما طموحها فهو ان تكون أول امرأة عربية تنافس في مسابقة دولية لكمال الاجسام.
غير انه وكما اشرنا سابقا فان تحقيق هذا الامر ليس بالامر السهل في بيئة محافظة، وفي هذا السياق تقول فرح:”الجميع ضدي، لا أحد يفهم أنني أريد أن أصبح نجمة دولية في كمال الاجسام”، موضحة أنه من الصعب ان يوافق الاتحاد الأردني لكمال الاجسام على مشاركة امرأة في مثل هذه المسابقات.
ووفق الموقع لا يتفهم فرح أحد سوى الرياضي الاردني زيد الفار، وقد أصبحا صديقين يتقاسمان كلفة التدريب.
اما البحث عن طرف راع لم يجد صدى في عمان، الا من قبل مدير احدى المحطات الإذاعية وصاحبة ناد ليلي في بيروت.
وفي هذا السياق تقول فرح: “الاستعداد للمنافسة مكلف، فهناك الفيتامينات والمكملات الغذائية الأخرى، اضافة الى قيمة الاشتراكات في صالات التدريب والطعام.. لقد بعت سيارتي لأحاول تغطية النفقات”.
وعما اذا كانت عائلتها قادرة على مساعدتها، تجيب فرح: “أريد الاعتماد على نفسي، ومن ناحية أخرى جدي مريض وان علم بأي شكل بأني سأشارك في مسابقة من هذا القبيل، فمن المؤكد أنه لن يشفى أبدا”.