انتشرت هذه الصورة في المنتديات على نطاق واسع .. ويقال انها صورة امرأة لوط عليه السلام التي حولها الله إلى حجر، وهي موجودة الآن على جبل في الأردن، أمر رسل الله الملائكة الكرام نبي الله لوط عليه السلام أن يخرج من أرض قومه مع أهله ليلا قبل طلوع الشمس ، وأمروه بترك الالتفات لئلا يرى عظيم ما سينزل بقومه الكافرين من عذاب وأن امرأته ستلتفت ويُصيبها ما أصاب قومها ..
فقد ذُكر أنها لَمّا خرجت مع زوجها لوط عليه السلام وسمعت هدّة وصيحة العذاب الذي نزل بقومها التفتت وقالت: واقوماه فأصابها حجر فأهلكها مع الهالكين
وفى رده على انتشار هذه الصورة وحقيقة كونها لامرأة لوط قال الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله تعالى :
انه لا صِحّة لِما ذُكِر لِعدّة اعتبارات :
الأول : أن الله أخْبَر نَبِيَّـه أن امرأته مُصيبها ما أصاب قومها ، فقال تعالى : (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ) .وما الذي أصاب القوم ؟ قال تعالى : (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) . فإنها رُمِيَتْ بالحجارة كَما رُمِي القوم .
الثاني : أين هو الإسناد الصحيح أن هذا التمثال هو لامْرَأة لوط ؟ ولو كان صحيحا فإن الله تبارك وتعالى ذَكَر امرأة نوح أيضا ، فأين تمثالها ؟!أي : لو جاء من يقول : هذا جَسَد امرأة لوط . يُقال له : ما دليلك على أنّ هذا التمثال لِتلك المرأة ؟
الثالث : أن الله عزّ وَجَلّ لَم يَعِد أن يَبْقى جَسد امرأة لوط عِبْرَة إلى قيام الساعة . ويُقال مثل ذلك فيما يُزعَم أنه جسد فرعون ! فإن الله وَعَد أن يُبْقِي جَسَده ليكون آية لِمن خَلْفَه مِن بني إسرائيل لِتطمئن قلوبهم ويزداد يقينهم بِهلاك عَدُوِّهم .
قال تعالى عن فرعون : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً) .وليس في الآية ما يَدُلّ على بَقاء جَسد فِرعون إلى يوم القيامة . قال ابن كثير في تفسير الآية : قال ابن عباس وغيره مِن السَّلف : إنَّ بعض بني إسرائيل شَكُّوا في مَوت فِرعون ، فأمَر الله تعالى البَحر أن يُلقيه بِجَسده بلا رُوح، وعليه دِرعه المعروفة به على نَجوة مِن الأرض - وهو المكان المرتفع - لِيَتَحَقَّقُوا مَوْته وهَلاكه . اهـ .
الرابع : أنه لو كان ذلك صحيحا لأخْبَر به النبي صلى الله عليه وسلم . وليس في الاشتغال بمثل هذه الأمور فائدة ؛ لأنَّ إثبات مثل هذه الأشياء غير ممكِن ، والقول بِمثل هذا يُعرِّض القرآن للتكذيب ؛ لأن الصورة قد تكون مُركّبة ، أو قد يأتي مَن يُثْبِت أن هذا تمثال لشخص ما ، فَيفتح بَابًا للكُفَّار والزنادقة للطَّعن في القُرآن .
والله تعالى أعلم .
فقد ذُكر أنها لَمّا خرجت مع زوجها لوط عليه السلام وسمعت هدّة وصيحة العذاب الذي نزل بقومها التفتت وقالت: واقوماه فأصابها حجر فأهلكها مع الهالكين
وفى رده على انتشار هذه الصورة وحقيقة كونها لامرأة لوط قال الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله تعالى :
انه لا صِحّة لِما ذُكِر لِعدّة اعتبارات :
الأول : أن الله أخْبَر نَبِيَّـه أن امرأته مُصيبها ما أصاب قومها ، فقال تعالى : (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ) .وما الذي أصاب القوم ؟ قال تعالى : (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) . فإنها رُمِيَتْ بالحجارة كَما رُمِي القوم .
الثاني : أين هو الإسناد الصحيح أن هذا التمثال هو لامْرَأة لوط ؟ ولو كان صحيحا فإن الله تبارك وتعالى ذَكَر امرأة نوح أيضا ، فأين تمثالها ؟!أي : لو جاء من يقول : هذا جَسَد امرأة لوط . يُقال له : ما دليلك على أنّ هذا التمثال لِتلك المرأة ؟
الثالث : أن الله عزّ وَجَلّ لَم يَعِد أن يَبْقى جَسد امرأة لوط عِبْرَة إلى قيام الساعة . ويُقال مثل ذلك فيما يُزعَم أنه جسد فرعون ! فإن الله وَعَد أن يُبْقِي جَسَده ليكون آية لِمن خَلْفَه مِن بني إسرائيل لِتطمئن قلوبهم ويزداد يقينهم بِهلاك عَدُوِّهم .
قال تعالى عن فرعون : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً) .وليس في الآية ما يَدُلّ على بَقاء جَسد فِرعون إلى يوم القيامة . قال ابن كثير في تفسير الآية : قال ابن عباس وغيره مِن السَّلف : إنَّ بعض بني إسرائيل شَكُّوا في مَوت فِرعون ، فأمَر الله تعالى البَحر أن يُلقيه بِجَسده بلا رُوح، وعليه دِرعه المعروفة به على نَجوة مِن الأرض - وهو المكان المرتفع - لِيَتَحَقَّقُوا مَوْته وهَلاكه . اهـ .
الرابع : أنه لو كان ذلك صحيحا لأخْبَر به النبي صلى الله عليه وسلم . وليس في الاشتغال بمثل هذه الأمور فائدة ؛ لأنَّ إثبات مثل هذه الأشياء غير ممكِن ، والقول بِمثل هذا يُعرِّض القرآن للتكذيب ؛ لأن الصورة قد تكون مُركّبة ، أو قد يأتي مَن يُثْبِت أن هذا تمثال لشخص ما ، فَيفتح بَابًا للكُفَّار والزنادقة للطَّعن في القُرآن .
والله تعالى أعلم .