في مشهد يتناقض مع المبادئ التي زحف من أجلها الثوار والمتظاهرون إلى
التحرير، وبات يتسبب مع مرور الوقت في تشويه صورة من يتواجدون الآن
بالميدان، تجمع نحو 300 شاب، بشكل مريب حول 3 فتيات دخلن إلى ساحة
الاشتباكات الدائرة حاليًا بين قوات الأمن والمتظاهرين أمام مسجد عمر مكرم.
كانت "بوابة الأهرام" متواجدة في موقع الحادث، ورصدت الحدث كاملًا
بالصور منذ بداية الواقعة وحتى قيام الثوار بتهريب الفتيات إلى إحدى الخيم
المتواجدة بجوار محطة مترو أنور السادات.
بدأت الواقعة بدخول الفتيات الثلاث إلى موقع الاشتباكات، وكان بصحبتهن 3
شباب، وفور مشاهدة الشباب المتواجدين في المكان لهن، تجمعوا حولهن بأعداد
كبيرة، وفشل الثلاثة شباب الذين كانوا بصحبة الفتيات في إنقاذهن.
ولم تجد الفتيات الثلاث سوى الهرب من المكان، وقمن بالجري في اتجاه
ميدان التحرير، وهنا هرول مئات الشباب خلفهن، في محاولة للحاق بهن، لكن
إحدى الفتيات سقطت على الأرض بجوار مبني مجمع التحرير، فتجمع حولها عشرات
الشباب، بينما هربت الفتاتان الأخريان إلى المجمع، وخلفهما مئات الشباب،
ومزقوا ملابسهن، فيما عجز بعض ثوار التحرير في صد الشباب عنهن، ولم يجدوا
سوى تهريبهن إلى داخل المجمع وإغلاق الباب.
كانت الفتاة التي سقطت على الأرض الأكثر تعرضًا للتحرش والإيذاء، إلى
أن أنقذها بعض الثوار، باستخدام الشوم والعصا، واشتبكوا مع البلطجية، الذين
كانوا يتحرشون بها، ثم قام الثوار بتهريبها إلى داخل مجمع التحرير.
وأمام الباب الرئيسي للمجمع تجمع مئات البلطجية والمتحرشين في محاولة
للدخول إلى الفتيات الثلاث، وقاموا بالطرق على الأبواب بشدة، لكن موظفي
مجمع التحرير رفضوا فتح الأبواب لهم، حفاظًا على أرواح الفتيات.
مع مرور الوقت ازدادت أعداد الشباب أمام باب المجمع، وهنا لم يجد بعض
الثوار الشرفاء بديلًا عن استخدام العصا والشوم لتفريق الذين يحاولون
اقتحام باب المجمع، وبالفعل تمت إقامة دروع بشرية، وفتح "طرقة" أمام باب
المجمع تمهيدًا لإخراج الفتيات.
وتم فتح الباب وخرجت الفتيات في حماية الثوار الشرفاء، بعد أن تم تشكيل
3 دوائر منهم، ووضعوا كل فتاة في دائرة يحيطها بعض الشباب، حتى تم تهريبهن
إلى إحدى الخيم المتواجدة بجوار محطة مترو أنور السادات.
ورصدت "بوابة الأهرام" عملية تهريب الفتيات، التي تمت بصعوبة بالغة،
وأنه بعدما دخلت الفتيات إلى الخيمة، حاول بعض المتحرشين اقتحام الخيمة،
وهنا وقعت اشتباكات بالشوم والأيدي، حتى تم تفريقهم، وتم إحضار سيارة تاكسي
للفتيات ورحلن عن الميدان.
وتؤكد "بوابة الأهرام" أنها لم تستطع الحصول على صور أثناء تجمهر
الشباب حول الفتيات، وتمزيق ملابسهن، لأنه عندما حاول مندوبها ذلك جاء
مجموعة من الشباب وكادوا يحطمون الكاميرا، قائلين لمحرر البوابة: "لو صورت
هنكسر الكاميرا.. كده صورتنا هتتشوه بسبب المهزلة دي.. مش كلنا سَفَلة".
فاستجاب محرر البوابة، خصوصا بعد قيام بعض الشباب بمسح الصور من على كاميرا
أحد الزملاء الصحفيين رغمًا عنه، بعدما قام بتصوير الواقعة أثناء التحرش
وتمزيق ملابس الفتيات.