أحدثت شابة مصرية هزة في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات وتدوينة أطلقتها ضد التحرش الجنسى، فحالات التحرش بالفتيات في القاهرة ازدادت بشكلٍ ملحوظ إلى حد أن أصبحت قضية رأي عام تتناولها وسائل الإعلام بقلق شديد..
تقول الفتاة: "ﻗﺮﺭﺕ تحريض صديقاتي لنكتب ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻋﻦ ﻳﻮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻣﺼﺮ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮّﺵ ﺍﻟﻤﺼﺮى .."هكذا بدأت الشابة المصرية (شيرين ثابت) تغريداتها ضد التحرش الجنسي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ومن ثم جمعت تلك التغريدات في تدوينة على صفحتها الشخصية بـ"فيس بوك" تحت اسم "موقع إباحى"..
تلك التدوينة انتشرت كالنار في الهشيم على صفحات الكثير من الفتيات والنساء في فيس بوك بل بعض الرجال أيضاً، واعتمدت "شيرين" في تغريداتها على موقع "تويتر" على "هاشتاج" استحدثته باسم "هل_تعلم؟"..
وقد أبدى قرابة 6000 شخص إعجابهم بتلك التدوينة على "فيس بوك" في أقل من 72 ساعة، بالإضافة إلى أكثر من 600 تعليق وأكثر من 3000 شاركوها على صفحاتهم، وعلى "تويتر" تتزايد استخدامات "الهاشتاج" بمعدلات كبيرة للغاية كل بضع دقائق..
كانت بداية هاشتاج "هل_تعلم؟" مع شيرين على حسابها بـ"تويتر" بجملة تحمل عتابًا للمارة أكثر منها مهاجمة للمتحرش نفسه قائلة: "ﻫﻞ_ﺗﻌﻠﻢ أن ﻏﺎﻟﺒﺎ أﻱ ﺭﺍﺟﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻋﺮﻳﺾ ﻳرى فتاة ﺑﺘﺘﻤﺴﻚ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﺑﻴﺘﻔﺮّﺝ ﻭلا يحاول ﺣﺘﻰ أن ﻳﻘﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻠﻤُﺘﺤﺮّﺵ؟".. وجاءت الردود سريعة، فقد علق محمد القناشي قائلاً: "ولو البنت محترمة نفسها وترتدي ملابس محتشمة مفيش حد يقدر يعاكسها عشان شايفها محترمة نفسها.."
وأضافت "شيرين" بعدها بدقائق تغريدة أخرى تحتوي على نفس الهاشتاج قائلة "#هل_تعلم أنه لا يوجد أي فرق بين المتحرشين مع المحجبة والمتحرشين مع غير المحجبة؟ ليرد عليها من سمى نفسه "العميل سميث" قائلا: "الحجاب يختلف عن الاحتشام. فوجود متحرشين بالبنات اللاتي يرتدين ملابس ضيقة أو شبه عاريات يعتبر شيئا إيجابيا".
ومع انتشار الهاشتاج بدأت فتيات أخرى في استخدامه في التغريد على حساباتهم الشخصية فقالت "سوما منصور": "هل_تعلم أني وأنا مع أمي بتعاكس ويتبص عليا ... أمال لو مش معايا هيحصلى ايه !". وعلقت ياسمين مدكور قائلة: "هل_تعلم أنه يوجد ناس تصنف المتحرشين حسب الغرض؟ يعني هناك متحرش بسبب اللبس ومتحرش عادي مبيفرقش معاه اللبس!هل تبنون مجتمعا أم تهدمونه؟.."
ومع تزايد مستخدمي "الهاشتاج"، الذين وصل عددهم إلى آلاف المغردين، لم يعد استخدامه يقتصر على الفتيات والنساء بل بدأ الرجال توضيح بعض وجهات نظرهم بعيداً عن مهاجمة أو تأييد موقف شيرين ثابت وأمثالها فقال "محمد رضا" : "#هل_تعلم أننا فاكرين أن البنات بتحب المعاكسة!".
لترد عليه هبة محفوظ: "و#هل_تعلم أن أهلها لم يربوها ويكبروها ويصرفوا عليها ويفهمومها ويثقفوها كي يبقي كل طموحها تغري واحد غريب في الشارع؟ لا صدقني مش نازلة لك!".
وعلى موقع فيس بوك، كانت تعليقات الرجال على تدوينة "موقع إباحي" التي نشرتها شيرين على صفحتها الشخصية، والتي تضمنت تجميع تغريداتها على "تويتر" وتضمنت الهاشتاج "هل_تعلم"، كثيرة ومساندة بشكل ملحوظ.
فيما رأى حسين عبد الواحد تلك التدوينة "أعظم ما قرأه في حياته"، لم يفوت محمود الفارسي الفرصة ليحيي شيرين على تدوينتها قائلاً: "بنت بـ 100 راجل".. وبعد ذلك انهالت الاعتذارات فعلق محمود أبو بكر قائلاً: "هل تعلمين أن هذا أجمل موضوع قرأته منذ فتره طويلة.. وأنا بعتذر لك بالنيابة عن نفسي.. أنا واحد من الناس اعترف أننى عاكست.."
لم يختلف موقف الفتيات بطبيعة الحال، فعلقت أميرة حافظ متسائلة: "اللي حيجنني أن أهالينا زمان في صورهم القديمة كانوا بيلبسوا قصير ولا أحد بيحاول يلمسهم، بجد البنت الآن في مصر لازم تتحول لراجل وهى ماشية في الشارع".. وأعربت "ميرو وش" عن إعجابها بالموضوع، لكنها عبرت عن يأسها من إيجاد حل لتلك المشكلة في تعليقها على التدوينة.
وأنهت منى ممدوح سلسلة التعليقات قائلة: "تسلم إيدك واوعى تبطلى تتكلمى فى يوم، أنتى صوت لبنات غير قادرات على التعبير بنصف كلامك.. تسلمي وربنا يحفظك ويحفظ بناتنا ويهد كل متحرش.."
المشهد