لطيفة أحرار تنجح فيما فشلت فيه علياء.. تحويل كسر المحرمات الاجتماعية إلى معركة سياسية
على امتداد عقود كان هناك تحذير من الغزو الثقافي الغربي للمنطقة، غير أن هذه النغمة توارت في الفترة الأخيرة، ليس لأن محاولات تعميم الثقافة الغربية على المنطقة لتبديل هويتها وأنماط العيش والتفكير فيها قد توقفت، ولكن لأن مفكرين ومثقفين كبارا هونوا من هذه المخاوف من جهة، ومن الجهة الثانية ظلت المنطقة رازحة تحت سلطات مستبدة تستخدم الدين كأداة قمع بدلا من أن يكون أداة تحرر.
ولأن هناك من شوه الدين بممارساته أصبح كل من يرفع راية التدين ويتحدث عن التقاليد والعادات الاجتماعية عدوا محتملا، مهما كان تسامحه وإيمانه بحرية المعتقد والسلوك الشخصي شرط ألا يضر ذلك بالمجتمع.
في حالة تعري علياء المهدي انطفأ بريق القصة، حيث لم يجرؤ تيار أو فصيل سياسي أو حركة منظمة على تبني السلوك غير المعتاد الذي مارسته، لكن في حالة لطيفة أحرار بدت المسألة مختلفة، فتعرية الجسد لم تكن كاملة كما في الحالة الأولى الصارخة، كما أن التعرية في الثانية تداخلت مع كون لطيفة أحرار ممثلة تدافع عما تعتبره حرية عمل فني، وبما أن قياديا في حزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب علق ووعد جمهور ناخبيه بعدم تكرار حادثة ظهور لطيفة بالمايوه على المسرح على نحو ما ظهر في مسرحية كفر نعوم، فقد استفز ذلك المدافعين عن حرية الإبداع الفني والأدبي، فبدأوا يستغلون الواقعة بشكل سياسي، ويعيدون نشر مخاوف من وصول حزب ديني للسلطة في المغرب، بل ويربطونه بتدفق الاستثمار الأجنبي على المغرب، ورواج السياحة المغربية، بل وبالصورة الخارجية للبلاد التي تعتبر نفسها رمزا للتسامح والانفتاح.
في هذا السياق المشوه والمسيس بطريقة مغرضة بدأت تساؤلات من نوعية..من يدري، ربما سيطلع علينا غدا من يمنع مشاهدة التلفزيون، أو الذهاب إلى الشاطئ ، أو سماع الموسيقى ويمنع النساء من قيادة السيارات؟؟
ولذلك واتت الشجاعة لطيفة أحرار كي تستغل مهرجان مراكش للفيلم لتعلن تحديها استنكار قادة العدالة والتنمية، بعد أن استفزها المصورون بذكر اسم بنكيران رئيس الوزراء المغربي.
في المقابل كان هناك من يعادي جرأة لطيفة أحرار ليس بهدف ديني أو سياسي، ولكن لأنها كسرت محرما اجتماعيا، فانتشرت عشرات الصفحات المعادية لها ولجرأتها وطلبت إحداها تجميع 30 مليون كاره للطيفة يمثلون تقريبا تعداد الشعب المغربي لإثبات أنه لا أحد يمكن أن يكون مع التعري في نفس الخندق.
المشهد