الجزائر- سقط عشرات الجرحى في الجزائر بعد اشتباكهم مع رجال أمن من أجل حضور حفل مطرب الراب الفرنسي ذي الأصول المغربية “لافوين” La Fouine، ليلة الخميس 29 ديسمبر/كانون الأول.
وقبل الحفل، سادت حالة من الفوضى بسبب توافد كبير للجماهير على قاعة أطلس التي احتضنت الحفل، فلم تستوعب الجماهيرَ الغفيرة، لا سيما بعد محاولة عشرات من المراهقين الدخول دون تذاكر، وهو الأمر الذي أدى إلى اندلاع الاشتباكات مع قوات مكافحة الشغب.
واندلعت شرارة الأحداث عندما كانت الساعة تشير إلى حدود السادسة مساءً بتوقيت الجزائر؛ حين بدأت الأمور تفلت من أيدي مُنظِّمَي الحفل –وهما: الديوان الوطني للثقافة والإعلام والقناة الإذاعية الثالثة- الذي أقيم بمناسبة نهاية السنة، خاصةً بعد توافد عدد كبير من الجمهور كان أغلبهم من الشباب والمراهقين من الجنسين.
وتدخل نحو 200 عنصر من قوات مكافحة الشغب بعد أن عمَّت الفوضى، واقتحم العشرات من الشباب القاعةَ، وحطَّموا بوابتها الرئيسية، احتجاجًا على عدم دخولهم، ومحاولةً لحضور الحفل دون تسديد ثمن التذكرة
ووقعت اشتباكات بين قوات مكافحة الشغب والجمهور خارج القاعة، خصوصًا بعد اندساس “منحرفين” وسط الجمهور، فأصيب عشرة شبان بجروح خفيفة.
ورغم تدخُّل الأمن بقوة لإخراج المنحرفين من داخل القاعة، فإن القاعة تحوَّلت إلى شبه خراب؛ حيث حُطِّمت الكراسي وزجاج البوابة الرئيسية.
وزاد حماس الجمهور الذي امتلأت به القاعة عن آخرها، عندما اعتلى المطرب الفرنسي ذو الأصول المغربي المنصةَ وهو يردد أغانيَه التي يحفظها جمهوره بالجزائر، والتي لا تخلو من عبارات السب والشتم والكلمات البذيئة التي حرَّكت مشاعر الجمهور وجعلته ينسى، فصعد الجميع فوق الكراسي الحمراء ورقص دون تردد فحطَّم عشرات منها.
وفي حدود الساعة الثامنة ليلاً، ووسط تفريق المحتجين خارج القاعة، تدخَّل المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، وبدأ يُنزل الشباب من فوق الكراسي في حالة من الغضب مما يحدث.
وبعد انتهاء الحفل، تدخَّل أعوان الأمن لمحاصرة المنصة. و”أُخرِج” المغني الفرنسي بسرعة ونُقل نحو فندق “الهيلتون”؛ حيث يقيم. واحتجَّ الجمهور على هذه الطريقة؛ فقد كانوا يريدون التقاط الصور معه.
ورفض المطرب الفرنسي عن حفلته في الجزائر وما حدث.
من جهته، قال المُكلَّف بالإعلام بالديوان الوطني للثقافة والإعلام سمير مفتاح، إن “الخسائر لم تُحصر بعدُ، وإن تحطيم ستة أو عشرة كراسٍ معتاد في مثل هذه الحفلات”.
واختار المغني المغربي “لافوين” -واسمه الحقيقي العوني موحد- الجزائر ليقود جولة فنية. ووعد جمهوره بالعودة بألبوم جديد.
وسبق للمغني أن ألهب مدرجات المسرح الجديد بالمدينة الأثرية تيمفاد بباتنة شرق الجزائر هذا العام؛ حيث كانت السهرة مميزة بحضور شبه قياسي للجمهور الذي غصَّت به المدرجات بطريقة غير مسبوقة منذ تدشين مسرح الهواء الطلق السنة الماضية.