مجلة نيويورك الأمريكية تنشر التفاصيل الدقيقة حول الغارة التى قتلت بن لادن
عرضت مجلة نيويورك الأمريكية التفاصيل الدقيقة حول الغارة التى قتلت بن لادن فى مطلع شهر مايو الماضى، حيث نقلت عن مسئول أمريكى التفاصيل الدقيقة لهذه العملية السرية، والتى نفذها مجموعة خاصة من قوات البحرية الأمريكية.
فى تمام الحادية عشر مساء، أقلعت مروحتين من طراز "بلاك هوك" المميزة من مطار جلال أباد على متنها 26 جنديا من قوات البحرية الخاصة، ومترجمة باكستانى يدعى أحمد، وكلبه الخاصة الذى يسمى "كايرو – Cairo".
حاولت الطائرات الأمريكية اختراق المجال الجوى الباكستانى دون أن يشعر الجيش الباكستانى الذى لديه قلق طوال الوقت من جارتها الهند، بسبب الخلافات بينهم عبر الحدود، وبالفعل نجحت طائرات بلاك هوك بفضل تكنولوجيتها الحديثة اختراق المجال الجوى دون أن يشعر بها أى جهاز أمني.
وأشار التقرير إلى أن قائد العملية جميس، لم يتم ذكر الاسم الثانى له نظرا لسرية المعلومات، عمل هو وفريقه من قبل فى أكثر من عملية عسكرية فى العراق واليمن وأفغانستان وتدربوا كثيرا على إجراء غارة مفاجئة مثل غارة بن لادن، وذلك منذ أحداث سبتمبر 2001، الأمر المثير للجدل أيضا أن الجنود لم يرتدوا فى رؤوسهم كاميرات تصور العملية والتى كان يشاهدها الرئيس الأمريكى باراك أوباما بل العكس، إذ عايش أوباما 90 دقيقة من القلق والرعب، منتظرا نتيجة العملية وإعلان التخلص من بن لادن أو اعتقاله، وسيطر عليه طوال هذه المدة شبح الفشل، لاسيما قبل إعلان حملته الانتخابية.
وتناولت "نيويوركر" أيضا تفاصيل التحضير للعملية، حيث بدأت عام 2010، وتم مراقبة مسكن يبدو عليه الغرابة فى مدينة أبوت أباد التى تبعد 50 كيلو عن العاصمة الباكستانية إسلام أباد، ولاحظت فرق المراقبة التابعة للاستخبارات الأمريكية أن سكان هذا المنزل يحرقون نفايتهم باستمرار، ولا يوجد أى شبكة للهواتف والإنترنت فى المنزل، فشكوا فى الأمر على الفور، إلى أن لاحظوا خروج مرسال بن لادن المعروف "أبو الحمد الكويتى وشقيقه"، حيث كان يخرجا من البيت ويعودا إليه.
وبعد فترة من المراقبة وجدوا أن هذين الرجلين يقابلان رجل غامض، لم يظهر سوى ظهره فقط فى هذا المنزل، فشكوا أنه أسامة بن لادن.
وفى نهاية عام 2010 أمر الرئيس الأمريكى أوباما، مدير جهاز الاستخبارات الأمريكية ليون بانيتا بالبدء والعمل على دراسة الطرق المختلفة لتوجيه ضربة عسكرية لهذا المجمع السكني، وعندها اتصل بانيتا بالجنرال بيل ماكريفين قائد قوات الوحدات البحرية الخاصة ، ووكل ماكريفين الأمر لمسئول عسكرى آخر فى البحرية يدعى براين الذى قام بتغطية غرفته بالصور الجوية لمقر أبوت أباد.
وأشار التقرير إلى انه فى 14 مارس 2011 التقى أوباما مع مستشاريه للأمن القومى وراجع الخطط المطروحة أمامه والتى تتراوح بين غارة وهجوم وبعضها تحدثت عن تعاون باكستانى وأخرى لم تتحدث عن أى تعاون، لكن أوباما قرر انه لن يخبر الباكستانيين 'هناك عدم ثقة بالباكستانيين وقدرتهم على الاحتفاظ بالسر'، وقرر أوباما بدء العملية وكلف ماكريفين بالتخطيط للهجوم على أبوت أباد.
فى 29 مارس أحضر ماكريفين الخطة للرئيس حيث انقسم القادة العسكريون بين مؤيد للهجوم وآخرون يفضلون الغارة الجوية.
وألمحت المجلة إلى أن وزير الدفاع الأمريكى السابق روبرت جيتس كان من أكثر المعارضين للهجوم، وذكرهم بالعملية الفاشلة لتحرير الرهائن الأمريكية فى طهران عام 1981، وفضل إرسال طائرة بى – 2 محملة بالقنابل أفضل.
وبعد مشاورات عدة، تم الاتفاق على الهجوم باختيار عدد من الفرقة الحمراء فى سيل وأمروا بالقدوم إلى منطقة فى صحراء نورث كاليفورنيا للتدريب، وتم إعادة التمرين فى 18 إبريل 2011. فى يوم الجمعة 29 أبريل عقد أوباما اجتماعا مع مسئولى الأمن القومي، واتصل به ماكريفين وأخبره أن العملية ستتم فى ساعة متأخرة من يوم الأحد مطلع مايو، وأكد أوباما له أنه سيتابع العملية بنفسه ويشكر كل جنوده.
مع صباح الأحد ألغى مسئولو البيت الأبيض كل المواعيد المحددة، ثم حضر أوباما مع مستشاريه لمراقبة العملية، حيث عاش الجميع أصعب 90 دقيقة فى حياتهم. دخل الفريق الأمريكى إلى ساحة المنزل مساء الأحد بالتوقيت المحلى لباكستان، وشاهدوا أبو أحمد الكويتى وهو يجرى ليحذر زوجته وأولاده، وعاد يحمل بندقية، لكن أطلق عليه النار وسقط قتيلا. وفى أثناء ذلك قامت وحدة من الفريق بالتحرك فى ممر ممهد، ظهر منه شخص بشارب قتل على الفور وكذا زوجته التى كانت بجانبه ولم تكن مسلحة، فى الخارج كان المترجم الباكستانى يقف أمام البيت يحرسه بشكل يبدو وكأنه رجل شرطة باكستانى بزى مدنى. وكان معه الكلب وأربعة من القوات الخاصة يحرسون المنطقة، ومع تصاعد الصوت من المروحية وإطلاق النار خرج بعض الجيران للاستطلاع وأمرهم المترجم أحمد بالعودة إلى بيوتهم وقيل لهم أن عملية أمنية جارية.
بعد الانتهاء من الدور الأول صعد الجنود للدور الثاني، حيث ظهر خالد بن لادن وهو يمد رأسه من زاوية ثم ظهر وهو يحمل بندقية اى كى ـ 17 وأطلق النار على الجنود الأمريكيين وردا عليه وقتلوه. ومن هنا تحرك الفريق مارا قرب جثة خالد وفجروا بوابة حديدية أخرى، وفى الطابق العلوى شاهد الجنود شخصا ينظر من غرفة نومه وعرفوا انه بن لادن، وأسرع الجنود إلى باب غرفة النوم وفتحوا الباب، حيث قامت زوجتا بن لادن بالوقوف أمام الباب لحمايته، وكانت زوجة بن لادن هى الخامسة أمل عبد الفتاح الصداح.
وتحركت وكأنها تريد نزع زناد شيء فأطلق عليها الجنود النار حالا وأصابوها فى كعبها، وعندما تم إبعادها، دخل آخر إلى الغرفة وكان بن لادن واقفا أعزل، بزيه الباكستانى، وطاقية صلاة
مجلة نيويورك الأمريكية تنشر التفاصيل الدقيقة حول الغارة التى قتلت بن لادن