فضيحة مؤيدو العسكرى ينقلبون عليه ويتهمونه بالخيانة بعد نجاح محمد مرسى
أبطال مسلسل «هم والمجلس العسكرى»، فى الجزء الأول ظلواجميعهم حماة للشرعية، يقفون فى الصفوف الأولى مدافعين عن هيبة الدولة التى كانت على المحك، معتبرين أن أى انتقاد لأدائه بمثابة الانقلاب والخيانة، أكدوا غير مرة أن «مرسى وجماعته» سيعودون إلى غياهب السجون، إلا أن الإعلان عن وصول الدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة - الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين - لكرسى رئاسة الجمهورية كان إيذاناً بانقلابهم على أعقابهم.
أول المنقلبين كانت الكاتبة الصحفية لميس جابر، أثناء وجودها السبت الماضى فى مليونية دعم المجلس العسكرى -كما سمّاها أنصار المرشح الرئاسى أحمد شفيق- أمام المنصة بمدينة نصر، قالت لميس: مين محمد مرسى ده، أشقاء حسن البنا -الإخوان- توقفوا عن عبادة الله وبدأوا فى عبادة أنفسهم، قبل أن تتغير النبرة بعد فوز مرسى لتنشر رسالة اعتذار للثوار عن إهانتها لهم وعن دعمها للمجلس العسكرى، ووصفت العسكرى: «سلّمونا تسليم أهالى للإخوان المسلمين؟».
المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا التى قالت قبل أسبوع «لا يستطيع أحد أن يسحب الثقة من المجلس العسكرى وأى شكل من أشكال هز الثقة فى وجوده سيعرّض البلاد إلى فوضى غير مقبولة»، رفضت تقييم دور المؤسسة العسكرية فى المجال السياسى المصرى أمس عقب إعلان فوز الدكتور محمد مرسى.
وكانت الجبالى قد اتخذت موقفاً مؤيداً ومسانداً لجميع قرارات المؤسسة العسكرية، ظهر فى تصريحاتها الصحفية التى أدلت بها لعديد من وسائل الإعلام المختلفة، ففى أحد حواراتها لجريدة «الشرق الأوسط» قبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية أكدت فيها وجود مخطط إخوانى لهدم الدولة، وأن إعلان فوز الدكتور مرسى اختطاف للشرعية.
حيث اتهمت الجبالى جماعة الإخوان المسلمين بالسعى لتنفيذ مخطط لهدم الدولة المصرية، برفضهم حكم المحكمة الدستورية العليا وقرار المجلس العسكرى بحل البرلمان، قائلة إن «الإخوان» يريدون أن ينقلبوا على الثورة، التى قامت من أجل تطبيق دولة القانون والحرية والعدالة من أجل تحقيق حلم حسن البنا.
وكان أشد المنقلبين صراخاً وعويلاً هو المذيع بقناة «الفراعين» توفيق عكاشة، الذى دعا فى السابق لمليونيات باسم دعم العسكرى، حيث صرخ أمس «لا بد أن نحاكم هذا المجلس العسكرى الذى جعل مصر فى قبضة مكتب الإرشاد»..
وردت صفحة «أدمن الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة» على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» على ما أثارته قناة «الفراعين» أمس، نافية أى علاقة بين مدير المخابرات الحربية والإخوان المسلمين، مؤكدة أن وصفه بـ «رجل الجماعة فى القوات المسلحة» ادعاء كاذب وإفك،
ورفض بيان على الصفحة ادعاءات القناة بعنوان «القوات المسلحة بين الادعاء والافتراء» الاتهامات الموجهة للمجلس الأعلى بالخيانة وعقد صفقة مع الإخوان والتجريح الشخصى لقياداته، ولكن لهجة البيان جاءت ضعيفة مقارنة بعنف الاتهامات.
وأشار البيان على الصفحة بصورة غير مباشرة إلى مشاركة أسر لعسكريين فى التظاهرة التى دعا لها المذيع توفيق عكاشة، وقال: «نرجو منك عندما تتقابل مع أسر الضباط والمصريين يوم الجمعة القادم أن ترى كم المحجبات فى مصر ولم نكن نتمنى أن نذكر ذلك فالزى هو حرية شخصية لكل مصرية داخل هذا الوطن»، وذلك فى سياق رفض البيان التعرض لأسرة أحد قيادات القوات المسلحة واتهامهم بارتداء النقاب والجوانتى، ونفى البيان وجود منتقبات بين زوجات ضباط القوات المسلحة الحاليين والموجودين فى الخدمة،
وقال: الزى هو حرية شخصية لكل مصرية داخل هذا الوطن.
وقال البيان إن قناة «الفراعين» والدكتور توفيق عكاشة، خرجوا أمس بسيل من الاتهامات للمجلس الأعلى وأعضائه بداية من تهمة الخيانة إلى التجريح الشخصى لقياداته واتهامهم بالباطل بما ليس فيهم.
وتحدث البيان باسم المجلس الأعلى فى بعض الفقرات قائلاً: لقد تحملنا الأمانة طوال عام ونصف وتحملنا ما لا طاقة لنا به؛ تارةً نُهاجم من التيار الإسلامى وتارةً نُهاجم من التيار الليبرالى وأخرى من شباب الثورة، كلٌ لا يريد إلا ما يُقنعه ويرضيه، وجاءت أوقات كادت تعصف بمصر وأمنها واستقرارها، وتعاملنا بهدوء وعقلانية للوصول إلى بر الأمان وللحفاظ على أمن وسلامة هذا الشعب العظيم؛ قد نكون أخطأنا ولم يُصاحبنا التوفيق فى بعض القرارات ولكن كـل هذه الأخطاء لم تكـن متعمـدة ولكننا بشر نخطئ ونصيب وهدفنـا الأسمى هو أمـن وأمـان مصـر.
وأضاف الأدمن فى رسالته: نحن لن ننجر إلى مثل هذا النوع من الصراع، الذى لا يؤدى فى النهاية إلا إلى زيادة الفجوة والفرقة بين أبناء الوطن الواحد، ونحن نكن لكل الإعلاميين المصريين الشرفاء كل تقدير، لكن نود أن نوضح بعض الحقائق، التى قد تكون أغفلت بقصد أو بدون قصـد من قناة «الفراعين».
وواصل الحديث باسم «العسكرى» قائلاً: منذ بداية العملية الديمقراطية فى مصر أكدنا أن القرار الأول والأخير هو قرار الشعب فى صناديق الانتخابات وأنه لا رأى إلا رأى الشعب ولا اختيار إلا اختياره، وتولى القضاء المصرى الشامخ الإشراف الكامل والنزيه على العملية الانتخابية ولم يكن للقوات المسلحة أى دور سوى تأمينها بالاشتراك مع وزارة الداخلية وتحت مراقبة منظمات المجتمع المدنى.
وأكد البيان أن المجلس الأعلى لم يقم بخيانة الشعب أو بيع مصر للإخوان المسلمين وأن من أتى بهم فى الانتخابات التى تمت خلال عام ونصف هو الشعب المصرى.
وقال البيان: إن القوات المسلحة المصرية أكدت مراراً وتكراراً أنها تقف على مسافة واحدة من كل المرشحين وكان عددهم فى البداية (13) مرشحاً وفى النهاية أعادت هذا التأكيد لإعطاء الحرية للشعب فى اختيار رئيسه.
وأوضح البيان أن قواعد العمل فى القوات المسلحة المصرية والأجهزة الأمنية بصفة خاصة تمنع من الالتحاق بها كل من له توجه دينى أو عقائدى يخالف الحدود الطبيعية المتعارف عليها ولا يتم حتى تجنيد هؤلاء الشباب صغار السن عند التحاقهم بالخدمة العسكرية فور اكتشاف ذلك، فالانتماء والولاء داخل القوات المسلحة لمصر فقط.
واختتم البيان بالقول: نود أن نذكر أن الحزن والغضب وعدم الرضاء بنتيجة الانتخابات هو حق مشروع ولكن لا يجب أن يقودنا هذا للتخوين والتشكيك وإلقاء التهم ومحاولة زرع الفتن داخل أعرق مؤسسة فى الدولة.
من جانبه أكد محمد أبوحامد، عضو مجلس الشعب السابق، حزنه الشديد على النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة التى انتهت بفوز الدكتور محمد مرسى المرشح عن حزب الحرية والعدالة -الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى تقبله لنتيجة الانتخابات التى جاءت بقرارات الشعب واستمراره فى صفوف المعارضة فى حال وجود أى محاولة من الإخوان المسلمين أو الرئيس المنتخب لتغيير هوية مصر والمواطنة وتضييق الحريات، وهى الأهداف التى خرجت من أجلها ثورة يناير.
وقال أبوحامد فى تصريح خاص لـ«الوطن» إنه ليس غاضباً من المؤسسة العسكرية، مشيراً إلى أن نتيجة الانتخابات برأت ساحة «العسكرى» والقضاء اللذين تعرضا لسيل من المزايدات من الإخوان، وأكدت تصريحات العسكرى بعدم انحيازه لأى طرف من الأطراف السياسية المتصارعة، نافياً اتهامه بعقد صفقات مع الإخوان لعدم وجود أدلة أو براهين تثبت صحة ذلك.
وأضاف أبوحامد أن العسكرى لم يأتِ بالإخوان إلى سدة الحكم، إنما الشعب المصرى هو صاحب الاختيار، قائلاً «لن نستمر فى تعليق أسباب فشلنا على شماعات الآخرين، فالقوى المدنية فشلت فى الوصول للشارع، ونحن فشلنا، فلا كوادر ولا قواعد تعبر عنها».
«لا أتصور أن يطلب عاقل رحيل المجلس العسكرى».. كلمات عقب بها المحامى رجائى عطية على بعض المنادين بتسليم العسكر للسلطة بعد مذبحة بورسعيد، وقبل ساعات من إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة أكد أن الفريق شفيق فى طريقه لقصر العروبة، إلا أن تعليقه على وصول الدكتور مرسى للقصر جاء صادماً حين اعتبر أن فوز مرشح الجماعة بمثابة صفقة مع «العسكرى» فقال: البقاء لله فى مصر التى بيعت بأبخس الأثمان فى سوق النخاسة.
هذا المقال بواسطة: الوطن